تعلقت امرأة بأستار الكعبة وقالت :
يا وحشتى بعد الأنس
ويا ذلى بعد العز
ويا فقرى بعد الغنى
فقيل لها : مالك ؟ أذهب لك مال أو أصبت بمصيبة ؟!
فقالت : كان لى قلب ففقدته .
قيل لها : هذه مصيبتك ؟!
قالت : وأى مصيبة أعظم من فقد القلوب وانقطاعها عن المحبوب
يا للوعة الفؤاد حين يضل الطريق وقد اهتدى إليه
ويا لحسرته حين يفقد أعظم لذة لديه
صحيح أنه ينصرف عنها ( أو يُصْرف ) إلى لذات وشهوات
لكنه وقد ذاق أحلى ما فى الحياة فكيف يستلذ بالدنيات؟
فيزداد حسرة على حسرته , ومرارة على مرارته
يتمنى لو يعود إليه قلبه فيرفرف به كما كان بعيدا فى سماء الإيمان
يتمنى لو يسجد فيطيل المقام بين يدى خالقه , بدن على الأرض وروح تحت العرش , حرم حلاوتها لما هان
وعيد قد أتاكى يا وعيدى
متى من ذلك القيد شرودى
متى من ذلك التيه اهتداءى
وبرء الجرح والداء العنيد
معاص تلك أم أجناد كسرى
لها بأس أشد من الحديد
وإنى مذ خلقت لذو قصور
كذلك فى الكتاب أرى رصيدى *
أبيت وقد عييت لفرط ذلى
وجُدُرُ البيت تصرخ من وئيدى
فأذرف دمعتى ويلوح حلمى
يمنّى النفس بالثوب الجديد
لقد أسمعت لو ناديت حيا
يموت القلب بالأمل البعيد
فأصبح والأمانى لى وشاح
وأمسى آمنا مكر المجيد
وأرتع فى دياجى الغىّ أنّى
أسير الغى يطمع فى الحميد
أرجّى برّه والسوء آتى
وليس الغدر من شيم العبيد
فما من قوة إلا اعتصامى
بحبل الله والركن الشديد
ومالى غير عفوك لى رجاء
وأملى فيك من رأس القصيد
أتيت ببابكم أرنو بقلب
يذوب صبابة عفو الودود
أيا رباه هب لى منك قربا
يجير النفس من ذل القيود
يجير النفس من ذل القيود
ـــــــــــــــــ
* أعنى قول الله عزوجل : " يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً "
ن
ق
و
ل
م